عشر علامات تدل على أنك تبلى جيدا فى الحياة

10686898_4887788449878_3046937329856061532_n

ترجمة: حفصة الشرقاوى

……………..

“إذا ما تمت تنقية أبواب الإدراك؛ سيظهر للإنسان حينها كل شئ كما هو : لا متناهى “

” ويليام بلايك”

لا تدور عجلة الحياة دائما كما نشتهى، لكن هذا ليس بالضرورة سيئا ..فربما يدفعك طردك اليوم من الوظيفة لأن تبدأ بجعل أحلامك واقعا ملموسا..

الكثير من الحياة يشبه الفن..فهو يكمن فى عين الرائى؛ وما يراه أحدهم كارثة قد يراه آخر فرصة

من السهل أن تغير إدراكك للحياة بالقول أكثر من الفعل، ولكن..مجددا..هكذا كل شئ!

فأن تخبر نفسك أنك تريد كتابة هذه المقالة ، أسهل بكثير من كتابتها بالفعل..لكنها ستستحق الوقت والجهد المبذولين فيها كليا إن شعر أحدهم بشعور أفضل بعد قراءتها.

إليك 10 علامات أنك تبلى جيدا فى الحياة حتى لو أنك لا تظن ذلك:

1- أنت حي !

بعد كل التجارب والمحن التى واجهتها فى الحياة ؛ إلا أنها لم تطرقك أرضا. عندما أفكر بشأن الحياة أتذكر “فكتور فرانكل”

د/ فرانكل ، والذى كان معتقلا بمعسكر “أوشفيتز” النازى أثناء أحداث المحرقة، كان قادرا على إيجاد الجانب المضئ بالرغم من وضعه المزرى.

شاهد الفيديوهات بالأسفل لبعض من إلهام د/ فرانكل:

https://www.youtube.com/watch?v=LlC2OdnhIiQ

https://www.youtube.com/watch?v=fD1512_XJEw

 

2- هناك سقف يظلك !

هذا شئ أحاول أن أذكر نفسى به يوميا ؛ خاصة حين أضع فى اعتبارى إحصائية كالتالية:

“فى واحدة من ليالى  شهر يناير -2013 بالولايات المتحدة الأمريكية، واجه 610.042 شخصا التشرد؛ منهم 394.698 تشردوا بالملاجئ، بينما تعايش ال 215.344 دونما ملاجئ”

 

3- تعمل على تطوير نفسك.

“إن كنت ترسم حدودا دائما لكل ما تفعله سواءا كان نشاطا جسديا أو غيره؛ فستمتد الحدود لتقيد عملك وحياتك..ليس هناك ثمة حدود؛ هناك فقط حالة سكون عليك أن تتجاوزها لما هو أبعد ” – “بروس لى”

 

صاغها بروس جيدا؛ لا حدود هناك..فقط حالة سكون تعقب النشاط…ربما تشعر أنك عالق هناك بتلك الحالة؛ لكن مجرد إدراكك لهذه الحقيقة هو أمر كبير يعنى معرفتك بأنه لابد من حدوث  تغيير ما .

 

4- أحلامك كبيرة.

العالم الذى تراه اليوم صنعه الحالمون..قبل أن يقود الواقع؛ لابد من حدوث عملية الحلم والخيال؛ وبعض أعظم عقول العالم خرجوا بأفضل أفكارهم من خلال الحلم.

 

5- لازلت تغفر

“التمسك بالغضب والمقت والأذى لا يصيبك سوى بتشنج العضلات ووجع الرأس والتهاب فمك جراء اصطكاك أسنانك ببعضها..لكن التسامح يعيد إلي حياتك الضحك والنور من جديد- “جوان لاوندن”

 

إن التسامح أحد أهم دروس الحياة؛ فهؤلاء الذين بإمكانهم تعلمه يستطيعون العيش فى سلام، ومن المهم أن تتذكر أن سماح نفسك هو بذات الدرجة من الأهمية أيضا.

 

6- أنت محبوب

فى الحياة نادرا ما ستجد أشياء أجمل من امتلاك الأصدقاء والعائلة والحبيب ؛ لذا لا تأخذ هذه العلاقات أبدا كأمر مسلم به وخصص الوقت دائما لشكر هؤلاء الناس لوجودهم فى حياتك.

7- تمتلك الثياب

لست بحاجة للكثير من الثياب فى خزانتك؛ أنا فقط لدى قدر الثياب الذى يمكن وضعه فى حقيبة واحدة؛ لكنى أيضا لا أسمح لذاتى بالانغماس فى عالم الموضة..كن سعيدا لأنك تمتلك الثياب الكافية فى حياتك.

 

8- لديك مياه نظيفة

أطلقت الأمم المتحدة تقريرا يعلن أن “هناك 783 مليونا من البشر لا يستطيعون الوصول إلى المياه النظيفة ؛ وتقريبا هناك 2.5 بليونا من البشر الذين لا يتمتعون بنظام صرف صحى لائق.”

 

فكر بهذا لدقيقة ودعه يغوص عميقا فى إدراكك..إن كنت تتمتع بمياه نظيفة فأنت محظوظ جدا.

 

9- أنت أصلىّ

“كن ذاتك؛ فالكل غيرك محجوز بالفعل” – أوسكار وايلد

من الصعب أن تحتفظ بجوهرك فى مجتمع  محاط بالادعاء المزيف؛ إن كنت تعرف ماهية نفسك وماذا تريد من الحياة وترفض أن تبيع جزءا من ذاتك مقابل عائد مادى فكن ممتنا لهذا ؛ البعض لا يملكون أدنى فكرة عن ماهيتهم حتى فى وجود كل أموال العالم بحوزتهم.

10- سافرت إلى بلد آخر

 العديد من الخبرات الرائعة تأتى لهؤلاء الذين يظلون منفتحين على كافة الاحتمالات؛ فالعيش فى دولة أخرى يفتح عينيك ويفيدك كثيرا فى المستقبل.

 

 

 

 

 

 

 

 

14 طريقة تجعل من خلالها حياتك أكثر صعوبة مما هى عليه

14 طريقة تجعل من خلالها حياتك أكثر صعوبة مما هى عليه

ترجمة : حفصة الشرقاوى10609475_1077030292313937_6544774068774652505_n

 غالبا ما يمكننا أن نكون أسوأ أعداؤنا حين نفعل الأشياء التى نعلم أننا أفضل حالا بدونها؛ ومع ذلك نفعلها بانتظام على أى حال!

فمع كل قرار آخر نتخذه نجعل من حياتنا أكثر صعوبة ؛ مما يجعل من الخيارات الصحيحة أمرا مستبعدا بالمستقبل.أنت بحاجة للحصول على بعض قوة الدفع لاتخاذ قرارات أفضل بالحياة.

هناك العديد من الأشياء التى يمكنك فعلها بطريقة مختلفة، أشياء صغيرة لكنها ستجعل حياتك أكثر سرورا وجدارة بالتذكر:

 

1) قضاء الكثير من الوقت فى عمل أشياء ليست ذات أهمية

هناك فقط 24 ساعة باليوم للنوم والأكل وعمل أيا كان ما يجب عليك عمله؛ لكننا – وأيا كان السبب – عادة ما نتلكأ منشغلين فى عمل اللاشئ تاركين بهذا الأعمال الهامة حتى اللحظة الأخيرة..والمشكلة أن الأشياء التى يجب الانتهاء منها، يجب أن نفعلها حقا بالنهاية!

 

2) ثم يصيبك الإحباط والتخبط بإنجاز مهامك متذمرا من عدم كفاية الوقت ..دائما

فى الحقيقة، كان لديك الوقت – أكثر من الكافى – واخترت ببساطة أن تمضيه فى عمل أشياء لا يمكنك حتى أن تتذكرها على وجه التحديد؛ وهكذا تكون قد أضعت وقتك دون أن تستفيد منه ولو بذكرى جيدة.

 

3) تتناول الطعام الغير صحى فتشعر بالخمول طيلة الوقت

تستغرق المعدة وقتا أطول لهضم الأطعمة الثقيلة والمعالجة؛ وتستهلك الكثير من الطاقة أيضا؛ فإن كنت تبدد طاقتك فى هضم الطعام لن يتبقى منها الكثير للقيام بأشياء أخرى أكثر أهمية.

ستصبح أكثر نشاطا إذا تناولت كميات أقل أو صحية أكثر من الطعام؛ إنه التغيير البسيط الذى سيصنع فرقا كبيرا.

 

4) لا تمارس التمارين الرياضية ؛ مما يصعب عليك أكثر أن تجعلها عادة يومية

أنت بحاجة للتدريب! أنت حيوان يحتاج للحركة فإن لم تمارس التمارين لن يؤدى جسدك وظائفه بشكل سليم

بالطبع لا يجب عليك التمرن للدخول فى ماراثون؛ لكن سيستلزمك الأمر أن تنهض عن الأريكة ثلاثة أو أربعة مرات أسبوعيا للقيام ببعض تمارين القلب على الأقل.

 

5) فى العطلة الأسبوعية تنام متأخرا؛ فتدمر دورتك البيولوجية بالكامل من جديد

من الجميل أن تعوض حاجتك للنوم وقتما أمكنك، لكن النهوض فى الثانية ظهرا كتمرد على السابعة صباحا المعتادة؟ حسنا.. ليس هذا بأعظم أفكارك صدقنى!

سيحرك ذلك من دورة النوم والاستيقاظ خاصتك؛ مما يستوجب عليك المعاناة لإعادتها من جديد مع أول أيام العمل.

 

6) لا تحصل على كفايتك من النوم أو تنام تحت تأثير السموم

العقارات المهدئة، المكيفات والكحوليات..اختر السم الخاص بك فلا يهم ذلك طالما أنك تتناولها وتنام دائما تحت تأثيرها فتستيقظ صباحا شاعرا بالتعب والدوار دون أخذ حاجة جسدك الكافية للنوم الصحى.

 

7) تتسكع عادة مع أشخاص لا يضيفون أى شئ لحياتك

إن ما تحتاج لاستيعابه جيدا؛ هو أنه حتى لو كان أصدقاؤك لا يجرفون شيئا من حياتك..فأنت لا زلت تخسر تكلفة الفرصة إن لم يضيفوا إليها شيئا ما!

هناك فرصة لإحاطة ذاتك بأناس أفضل وجعل حياتك أفضل بالتبعية؛ لكنك لا تغتنم تلك الفرصة ولهذا بالظبط تخسر.

 

8) أنت إما لا تكون علاقات، أو أنك لا تتعب نفسك بالبقاء على تواصل مع هؤلاء الذين تعرفهم بالفعل

 

إن تكوين العلاقات يعد فنا أكثر منه أى شئ آخر. فالأمر لا يقتصر على تجميع المعارف وجهات الاتصال؛ بل يتخطاه إلى جعل هؤلاء المعارف يرغبون فى بقاؤك على تواصل معهم، والأهم، أن تبقى على تواصل معهم بالفعل..فمعرفتك بأحدهم كعدمها إن كنت تتذكره فقط لمصلحة ما؛ لأن هذا يشعره بالاستغلال لا أكثر!

9) تستمر بوظيفة تعلم أنك لا يجب أن تقوم بها

 

ربما تكره عملك، وربما لا..ربما حتى تستمتع به ولو قليلا؛ ولكن إن لم يكن هو ما ترغب فى فعله فلم التعب؟!

أنا على يقين من وجود كومة من الأسباب التى تدفعك لعدم الاستمرار بوظيفة لا ترغب بها؛ لكن الفرص فى الحصول على ما ترغب ستأتيك أسرع مما تتوقع حين تبدأ التركيز والسعى خلفها؛ فأنت لن تصل أبدا إلى حيث تريد ما لم تخطو إليه.

 

10) هل تؤجل أحلامك لليوم الذى “تصبح فيه الأمور أسهل”؟ حسنا..لا شئ يصبح أسهل حقا!

 

إن كنتَ/كنتى أحد هؤلاء المحظوظين الذين يملكون تصورا واضحا عما يرغبون لحياتهم أن تكون عليه؛ فرجاءا لا تتحول/ى إلى أحد أولئك الحمقى الذين لا يسعون أبدا لتغيير حياتهم!

سيكون عليك صنع تغييرات – ولن تكون جميعها سارّة فى البداية على أى حال – لتصبح من تريد أن تكونه..ببساطة لا تتوقف عند كونك “حالما”، كن “فاعلا” .

 

11) تواعد الشخص الخطأ مرارا وتكرارا

 

أعلم..أعلم أن لك “طرازا” محددا، ولكن ان استمر هذا الطراز بكسر قلبك فربما حان الوقت لإعادة التفكير بوضعك..هناك العديد من “الطرز” فكف عن تكرار أخطائك وجرب أخطاءا جديدة ..ربما لن تتفادى الضربات سريعا فى البدء؛ لكنك ستقترب أكثر فى كل مرة.

 

12) لا تأخذ وقتا كافيا لتريح عقلك

 

التأمل؛ أو التمدد فحسب دون فعل أى شئ لمدة 20 دقيقة.. أيا كان ما تدعوه؛ لكنك بحاجة إليه للسماح لعقلك بإبطاء عملية التفكير المستمر حتى يمكنك الاستمرار فى الأوقات العصيبة.

ربما يصعب عليك فعل هذا التأمل، شخصيا أنا لست ممتازا بهذا، لكن الأمر يستحق عناء التجربة.

 

13) تنتقد ذاتك على الدوام مخبرا إياها أنك لست جيدا بما يكفى

 

أنت ما أنت عليه. هناك العديد من الأشياء التى يمكنك تغييرها بشخصيتك؛ وهناك أشياء أخرى لا يمكنك فعل شئ حيالها فلا تهتم بها وابدأ العمل على ما يمكنك تغييره فحسب.

إن كنت تعمل على هذا بالفعل؛ فلم تستمر بلكز نفسك؟

وإن كنت لا تقوم بفعل شئ فعليك بلكز حقيقة أنك أكثر كسلا من القيام بعمل تغييرات فى حياتك.

 

14) تستمر فى إخبار نفسك بأكاذيب لا تصدقها فعليا

 

الحقيقة قد تؤلم..لكنها “حقيقة” . وإن كنت لا تحيا الحقيقة فأنت إذن تعيش حياة ملؤها الأكاذيب..ما الجدوى؟ أنت فقط تصعب حياتك أكثر بهذا النمط من الحياة.

فى النهاية سيكون عليك مواجهة الحقيقة، لكنها ستكون أشد صعوبة وألما لتتعايش معها.

 

 

المصدر: :

http://elitedaily.com/life/15-ways-youre-making-life-harder-needs/667386/

 

خريف

images

 

تنخفض درجة الحرارة بالتزامن مع مجئ خريف آخر، فصلى الحبيب الذى يعيد التئام شملى العائلى بخجل مع الأشجار.. حيث ينفض كلانا عنه أوراقه حتى النهاية بجرأة وإدراك من مل أسطورة الامتلاك ؛ نعم..الفضل للخريف أن أدركت سذاجة إدعائنا الطفولى بالامتلاك والسيطرة على حياة تتدفق كنهر مجنون لا منبع له أو مصب ..

أن تدرك أخيرا على أى جزيرة طافية تحاول الوقوف ورمى جذورك عميقا فى الأرض بلا جدوى ؛ لهو إنجاز هام..كفيل بالكف عن تقمص دور الشجرة ؛

وبدء قدر ترحالك الأبدى..

إنه عيد آخر؛ لن أجازف بزيادة منسوب التقزز الداخلى وتكرار تهنئة الأعياد فارغة الجدوى والمعنى..

منذ متى كنا طيبين؟ وأين كنا حين هبطت الكائنات الفضائية وأحلت البوار بعالمنا ؟

وإن كنت حقا طيبة..فلم قد تتمنى لى مثل هذه الأمنية الشنيعة بالبقاء فى فلك الطيبة المروع فى عالم كهذا؟

مؤخرا صرت أفضل تقمص دور الشرسة على سبيل التغيير..من الطبيعى أن تسأم دور أضحية العيد اليومى فى محل الجزارة الكبير الذى يدعونه الحياة؛ فهل يخرجنى هذا من نعيم الطيبين للأبد ؟

لم تعد ثمة مفردات قادرة على تفسير “الطيبة” فى قواميس العالم أجمع منذ امد بعيد، نظرة واحدة إلى ربيعنا العربى المعاصر ؛ وقبله خريفنا الدائم منذ كربلاء ستخبرك أى لعنة إدعاء قد أصبنا بها!

اليوم كان عصا الساحر بالنسبة للعديد من الطيبين ؛ المؤمنين الذين يعرفون جيدا كيف تتدفق أمنياتهم وعبراتهم حين يسجدون ويرفعون أيديهم بالدعاء..

ذات المؤمنين الذين لا يتورعون عن إيذاء أمثالى ممن تهرب منهم الكلمات كأحصنة أصيلة متمردة حين تحين صلاة الغفران ، فأكتفى بتأمل السماء بسؤال داخلى حائر يدرك ان ليس له من الأمر من شئ..

لكنه فى روزنامتى؛ أحد الأيام الأخرى التى تدفعنى للتساؤل بدهشة عن اختفاء موقعى من مواكب الفرحة ؛ الحقيقية والمبهرجة منها..

أحد الأيام التى تدفعنى للتساؤل : بحق السماء ما خطبك؟!

أحد الأيام المعتادة ، التى تنتهى بتشبثى البرى باعتقادى الراسخ الطفولى بأن” كل شئ سيكون على ما يرام”..

“ستتحقق الأمانى الحلوة”

“ويهزم فارس النور تكرار أيامى السيزيفى”

“سيعيد دماغك انتاج الذكريات السعيدة”

“ويعود الرمادى إلى نسبته الصحيحة لتتزن ألوانك”

تلك هى الصلاة التى احفظها عن ظهر قلب ، لأهدهد بها قلبى المرتجف كرضيع أهملت أمه تدفئته جيدا فى ليل الخريف البارد..

ترى..

أتعبرمثل تلك الأهازيج بوابات السماء؟

أم يجدر بى البحث عن مسكن جديد لقلبى اللعين؟

آخ ! أيها الخريف..ليتنى مثلك  بكل هذه القسوة..

أسفل غطاء باذج الجمال

ربما تنتقل حينها برودتى إلى أوصال الأرض

ويغفو الرضيع لمرة .

 

حفصة

التهمة: إنسان!

جدنى واقعيا..

خاليا..من أي خيال

متمنطقا بحزام من الترهات والتفا هات؛ تلك التى تدعونها:

قمة الرقى الآن!

وستمدحنى..بأنى ابن هذا الزمان..

جدنى رومنطيقيا..

أعيش فى قصر من الأحلام

متحصنا بجبال من الأوهام

وستدرك (فى اشمئزاز)..

أنى من زمن فان!

فى زمن آلى هدام..

يدك الأحلام بالأرض..

بقوة ألف حصان!

لا أعلم..هل صارت المشاعر

حقا عاصمة الهذيان؟

قل لى يابن الزمان:

هل ضل فينا الأمل؟

ام ضاع منا الإنسان؟؟

أم تبخرت المبادئ..

فى عصر المطرقة والسندان؟!

أخبرنى..فكما ترى

يبدو أننى من كوكب ثان!!

لم انتقلنا من غابة الحوريات..

والفراشات ..والجنان..

إلى غابة الذئاب..

والثعالب..والجرذان!

ولا حضارة سوى حضارة الجرذان!

جدنى فقيرا ..وخمن

لم لم أحرز نجاحا..حتى الآن؟

وكيف أفعل..إن كنت لا أرتدى النفاق حلة..

أمام كل ذى جاه..وسلطان

ولا أنتوى أن أرتديها..

فى يوم من الأيام.

وكيف أفعل..حين أكرم أخى الإنسان..

فيطعننى فى ظهر قلبى..

دون خجل..دون ندم..

دون أن تعبر بابه..ذكرى الأخوة والإكرام.

فليس ذنبى أنى لم أتعلم..

كيف ألدغ كثعبان!!

وهأنذا..

سئمت الوحدة .وسئمتني الجدران!

أحارب بآخر سيف من أخلاق الفرسان.

لا أعلم كم سأمكث من الزمان.

فى انتظار كتيبة الإعدام..

لماذا؟؟؟

ألم أخبرك بعد!؟

أنا مطارد..والتهمه:إنسان!

صورة

درب من مروا إلى السماء..آيات

كم كنتِ جميلة..خارقة الجمال..

لا أدرى كيف جذبتنى ملامحك بالغة الرقة والإباء فى آن واحد..وكيف دفعت بى إلى مطالعة صفحة الجريدة الكاملة التى أعلنت خبر استشهادك ووضعت صورتك جنبا إلى جنب مع الشهيدة وفاء إدريس..

كنت فى الثانية عشر ولا تعجبنى كثيرا نشرات الأخبار وصفحات الجرائد التى لا أرى من خلالها سوى وجه العالم الدامى..

لكن وجهك الذى فاجئنى بطمأنينته الساحرة..حدثنى بأنه آت من عالم آخر..لا يعبأ كثيرا بتلك الحياة المتقلبة ..ولا بذلك الواقع الساخر..

آيات الأخرس..

حتى اسمك كان مثيرا للاهتمام..

وكلما أمضيت سطرا فى قراءتك..أدركت سر جاذبيتك

فقد كنت تنتمين إلى كوكب البشر الخارقين للعادة!

أولئك الذين عبروا بوابة المخاوف الإنسانية ..إلى بعد موازى لا يعترف بالجبن والأنا البشرية..

كوكب آخر أسس دعائمه “يحيى عياش” ..وسبقتك إليه “وفاء إدريس”،وكل اولئك..الذين لا يعرفون للهزيمة سبيلا..

علمت أنك ما زلت صغيرة..كنت تدرسين بالثانوية ..وكنت أيضا على وشك الزواج من “شادى” الذى انتظرك عاما ونصف..تفصلك عن عرسك أشهر قليلة..

علمت أنكما خططتما لكل شئ..حتى اسم ابنكما الأول”عدى” الذى قضيتما الساعات فى تخيل مستقبله وأحلامه..بابتسامة صافية على شفتيك..ونظرة أمل فى عينيه

إلا أنك اخترت عرسا آخر.. فى السماء..، ولم تتنازلى عن الحياة الدائمة بأحد قصور الجنة..

وحين ودعتيه فى الرسالة الأخيرة..تمنيت أن تكونا معا فى الجنة..

…………………

حتى هو..دائما ما كانت تقطع احلامه هواجس الاستشهاد حين يرى عينيك تلمعان ويسمع نبضك المتلاحق وحماسة صوتك الزائدة وأنت تتحدثين عن الشهداء من جيرانك وزميلاتك وأقاربك.. أولئك الذين قمت بتجميع كل صورهم..

لكنه سرعان ما كان ينفى هذا الخاطر .. حين تتعاونان معا فى وضع اللمسات النهائية للبيت الصغير..

وحين أتاه الخبر..لم يغضب منك..وكان حزنه الوحيد أنه لم يرافقك حلم البطولة..ولم تشهدا معا عرسكما فى حضرة الملأ الأعلى..

…….

أتعلمين كم كانت أمك تفخر بك حين ترددين مقولتك الأثيرة

“ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا, وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت”

رغم مشاعرالقلق الأمومى بقلبها..كانت تستشعر فخرا كبيرا..

ذلك الذى دفعها لاستقبال التهانى لا التعازى ، وسماع الزغاريد لا العويل..

فكلهم يا “آيات” يعلم مكانك الآن..ذلك الذى استحققته بجدارة..

هم أيضا..تمنوا حضور العرس..

…………………

صديقتى التى لم أعرف عنها سوى قصة بطولتها..وعالم ابتسامتها..

كيف تراك شعرت..وأنت تسيرين وحدك إلى موعدك الأخير على ظهر عالمنا الموحش؟

بعد أن ودعت شقيقتك الصغرى”سماح”

وطلبت منها الدعاء بالتوفيق..وسألتها إن كانت ترغب منك إيصال السلام لأحد..،فردت عليك مشاغبة:سلمي لى على الشهيدين محمود و سائد..

كانت تداعبك لأنها لم تتخيل كم أنت موشكة على تحقيق ذلك الحلم الذى يراود كل شباب وطنكم..

تداعبك لأنها لم تفطن إلى نظرة الوداع الأخيرة بعينيك..

كأنما كنت تلقين السلام الأخير على حبات الطين بالمخيم..وأغصان الزيتون ..والحمام الحر بالأجواء..

لأنها لم تعلم كيف تخطيت كل عقبة أمنية حتى وصلت بعزيمتك وإخلاصك إلى أعلى مستويات كتائب شهداء الأقصى..

داعبتك لأنها..ربما..لم تود تصديق انك تودعينها حقا..

………………………..

نجحت عمليتك فى فعل اشياء كثيرة..

فقد أثبتت للعرب مرة أخرى كيف يمكن للمرأة أن تلعب دور البطولة..فعلتها قبلك وفاء،وأخجلتما الجميع فى أوحال تشدقهم الزائف بالفروسية التى لا تقوم سوى بالطأطأة لإرهاب ومجازر الصهاينة!

فعلتها وأكدت للعالم معنى جديدا هو “الشهادة”،تفشل القواميس دوما فى تعريفه،وتخلطه أمريكا بالإرهاب عمدا وتضليلا..

وإلا فماذا تعنى المجازر التالية فى تاريخ الإنسانية:

 

صابرا وشاتيلا

دير ياسين

أم الفحم

بلد الشيخ

بحر البقر

الجولان

مجازر ساحة الأقصى

الحرم الإبراهيمى

قانا

يافا

حيفا

جنين

محمد الدرة

إيمان حجو

أحمد ياسين

أ………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………… إلخ……………….

لعلك فهمت الآن سبب قيامى بقص صورتك أنت و وفاء والاحتفاظ بها إلى الآن

أو تعلمين؟ رغم انها أوشكت أن تهترئ..إلا أن قوتها المستمده من ابتساماتكما الواثقة..تضفى عليها سحرا خاصا إلى يومنا هذا

ايات

انها الذكرى العاشر لعرسك..

هنيئا لك

وتقبلى اعتذاراتنا ..وخذلاننا..

فعما قريب

سننهض حتما

 

“حفصة”